ﻣﻔﺎﺭﻗﺎﺕ ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﺍﻟﺘﺮﺍﺑﻲ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﻨﺖ ﺍﺣﺪ “ ﺍﺑﻄﺎﻟﻬﺎ ”

ﺟﻤﻌﻨﺎ ﻣﻌﺴﻜﺮ “ ﺍﻟﻀﺪ ” ﺍﺛﻨﺎﺀ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﺍﻻﻣﺮﻳﻜﻴﺔ ﺿﺪ “ ﻋﺮﺍﻕ ﺻﺪﺍﻡ ..” ﻭﻓﺮﻗﻨﺎ ﺗﺴﻠﻴﻤﻪ ﻟﻠﻤﻨﺎﺿﻞ “ ﻛﺎﺭﻟﻮﺱ ″ ﺍﻟﻰ ﻓﺮﻧﺴﺎ .. ﻫﺬﻩ ﻫﻲ ﻗﺼﺘﻲ ﻣﻊ ﺍﻛﺜﺮ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﻴﻦ “ ﺟﺪﻻ ” ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺼﺮ ﺍﻟﺤﺪﻳﺜﻢ
ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺒﺎﺭﻱ ﻋﻄﻮﺍﻥ
ﻗﺪ ﻳﺴﺘﻐﺮﺏ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮﻭﻥ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻮﻗﺎﺋﻊ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﺳﺮﺩﻫﺎ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺰﺍﻭﻳﺔ ﻋﻦ ﻋﻼﻗﺔ ﻭﺛﻴﻘﺔ ﺭﺑﻄﺘﻨﻲ ﺑﺎﻟﺸﻴﺦ ﺍﻟﻌﻼﻣﺔ ﺣﺴﻦ ﺍﻟﺘﺮﺍﺑﻲ ﻃﻮﺍﻝ ﻓﺘﺮﺓ ﺍﻟﺘﺴﻌﻴﻨﺎﺕ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﻤﺎﺿﻲ، ﺭﻏﻢ ﻓﺎﺭﻕ ﺍﻟﺴﻦ ﺑﻴﻨﻨﺎ ﺍﻭﻻ، ﻭﺍﺧﺘﻼﻑ ﺍﻟﻤﻨﻬﺞ ﻭﺍﻟﺘﺤﺼﻴﻞ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ، ﻭﺍﻟﺘﺒﺎﻋﺪ ﺍﻟﺠﻐﺮﺍﻓﻲ ﻭﺍﻟﻔﻜﺮﻱ ﺛﺎﻧﻴﺎ .
ﻣﺎ ﺟﻤﻌﻨﻲ ﻣﻊ ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﺍﻟﺘﺮﺍﺑﻲ ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﻫﻮ ﺍﻟﻜﺮﺍﻫﻴﺔ ﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﺍﻟﻬﻴﻤﻨﺔ ﺍﻻﻣﺮﻳﻜﻴﺔ، ﻭﺍﻟﻌﺪﺍﺀ ﻟﻠﺤﺮﻛﺔ ﺍﻟﺼﻬﻴﻮﻧﻴﺔ، ﻭﺩﻋﻢ ﻛﻞ ﺣﺮﻛﺎﺕ ﺍﻟﺘﺤﺮﺭ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻭﺍﻻﺳﻼﻣﻴﺔ ﻓﻲ ﻣﻮﺍﺟﻬﺔ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻬﻴﻤﻨﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﺫﻟﺖ ﺍﻻﻣﺔ، ﻭﺣﻮﻟﺖ ﻣﻌﻈﻢ ﺩﻭﻟﻬﺎ ﺍﻟﻰ ﺩﻭﻝ ﻓﺎﺷﻠﺔ ﻣﻤﺰﻗﺔ ﺟﻐﺮﺍﻓﻴﺎ ﻭﺩﻳﻤﻐﺮﺍﻓﻴﺎ، ﻭﻣﻬﺪﺩﺓ ﺑﺤﺮﻭﺏ ﺍﻫﻠﻴﺔ ﻃﺎﺋﻔﻴﺔ ﻭﻋﺮﻗﻴﺔ، ﻗﺪ ﺗﻤﺘﺪ ﻟﻌﻘﻮﺩ ﻭﻳﺮﻭﺡ ﺿﺤﻴﺘﻬﺎ ﺍﻟﻤﻼﻳﻴﻦ ﻣﻦ ﺍﻻﺑﺮﻳﺎﺀ ﻗﺘﻠﻰ ﻭﺟﺮﺣﻰ ﻭﻣﺸﺮﺩﻳﻦ .
ﺍﻟﻌﺪﻭﺍﻥ ﺍﻻﻣﺮﻳﻜﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﺮﺍﻕ ﻋﺎﻡ 1991 ﻛﺎﻥ ﺍﻻﺭﺿﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻗﺮﺑﺖ ﺑﻴﻨﻨﺎ، ﻓﻜﻼﻧﺎ، ﻭﻣﻌﻨﺎ ﺍﻟﻤﻼﻳﻴﻦ، ﺟﺮﻯ ﺗﺼﻨﻴﻔﻨﺎ ﺑﺄﻧﻨﺎ ﻣﻦ ﺩﻭﻝ “ ﺍﻟﻀﺪ ” ﻓﻲ ﻣﻮﺍﺟﻬﺔ ﻣﻌﺴﻜﺮ “ ﺍﻟﻤﻊ ″ ﺍﻟﺮﻫﻴﺐ، ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﻳﺠﻤﻊ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻤﺎﻝ ﺍﻟﺴﻌﻮﺩﻱ ﺍﻟﺨﻠﻴﺠﻲ، ﻭﻣﺼﺮ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﻭﺍﻟﺜﻘﻞ ﺍﻟﺒﺸﺮﻱ، ﻭﺳﻮﺭﻳﺔ ﺍﻟﻌﺮﻭﺑﺔ ﻭﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﻭﺍﻟﻘﻮﻣﻴﺔ .
***
ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﺍﻟﺘﺮﺍﺑﻲ ﻗﺮﺭ ﻓﻲ ﻟﺤﻈﺔ ﺍﺟﺘﻬﺎﺩ ﺍﻥ ﻳﻮﺣﺪ ﻣﻌﺴﻜﺮ ﺍﻟﻔﻘﺮﺍﺀ ﺍﻟﻤﻌﺪﻣﻴﻦ ﺍﻟﻤﺘﻤﺮﺩﻳﻦ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﺪﻭﺍﻥ ﻓﻲ ﺣﺮﻛﺔ، ﺍﻭ ﻣﻈﻠﺔ ﻓﻜﺮﻳﺔ ﻭﺍﺣﺪﺓ، ﻭﻟﺬﻟﻚ ﺑﺎﺩﺭ ﺍﻟﻰ ﺗﺄﺳﻴﺲ ﺍﻟﻤﺆﺗﻤﺮ ﺍﻟﺸﻌﺒﻲ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ ﻭﺍﻻﺳﻼﻣﻲ، ﻭﻭﺟﻪ ﺍﻟﺪﻋﻮﺓ ﻟﺤﻀﻮﺭ ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻪ ﺍﻟﺘﺄﺳﻴﺴﻲ ﻓﻲ ﻋﺎﻡ 1991 ، ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺍﺫﻛﺮ، ﻭﻛﻨﺖ ﻣﻦ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻤﺪﻋﻮﻳﻴﻦ .
ﺍﻟﺤﻀﻮﺭ ﻛﺎﻥ ﻓﺮﻳﺪﺍ ﻣﻦ ﻧﻮﻋﻪ، ﺿﻢ ﻛﻞ “ ﺍﻻﺭﻫﺎﺑﻴﻴﻦ ” ، ﺣﺴﺐ ﻭﺻﻒ ﺻﺤﺎﻓﻴﺔ ﺍﻣﺮﻳﻜﻴﺔ ﻛﺘﺒﺖ ﺗﻘﺮﻳﺮﺍ ﻋﻨﻪ ﻓﻲ ﺻﺤﻴﻔﺘﻬﺎ، ﺍﻋﺘﻘﺪ ﺍﻧﻬﺎ “ ﻧﻴﻮﻳﻮﺭﻙ ﺗﺎﻳﻤﺰ ″ ، ﻓﻤﻦ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺤﺎﺿﺮﻳﻦ ﻛﺎﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﺍﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻲ ﻳﺎﺳﺮ ﻋﺮﻓﺎﺕ، ﺍﻟﺬﻱ ﺟﻠﺲ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻘﺎﻋﺪ ﺍﻟﺨﻠﻔﻴﺔ ﻣﻊ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻲ ﻋﻤﺮ ﺍﻟﺒﺸﻴﺮ، ﻟﻼﺩﻋﺎﺀ ﺑﺄﻧﻬﻤﺎ ﻟﻴﺲ ﻟﻬﻤﺎ ﻋﻼﻗﺔ ﺑﺎﻻﺟﺘﻤﺎﻉ، ﻭﻛﺎﻧﺖ ﻃﺎﺋﺮﺓ ﺍﺑﻮ ﻋﻤﺎﺭ ﻓﻲ ﺍﻳﺎﻡ “ ﺍﻟﻨﺒﺬ ” ﺗﻠﻚ ﻻ ﺗﻄﻴﺮ ﺍﻻ ﻟﻠﺨﺮﻃﻮﻡ ﻭﺻﻨﻌﺎﺀ ﻓﻘﻂ، ﻓﻜﻞ ﺍﻟﻤﻄﺎﺭﺍﺕ ﺍﻻﺧﺮﻯ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻐﻠﻘﺔ، ﻭﻛﺎﻥ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺤﻀﻮﺭ ﺍﻟﻤﺮﺣﻮﻡ ﺟﻮﺭﺝ ﺣﺒﺶ، ﻭﻧﺎﻳﻒ ﺣﻮﺍﺗﻤﺔ، ﻭﻏﻠﺐ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺣﻜﻤﺘﻴﺎﺭ، ﻭﺻﺒﺮﻱ ﺍﻟﺒﻨﺎ ‏( ﺍﺑﻮ ﻧﻀﺎﻝ ‏) ، ﻭﺍﻟﻤﺮﺣﻮﻡ ﻓﺘﺤﻲ ﺍﻟﺸﻘﺎﻗﻲ ﺍﻣﻴﻦ ﻋﺎﻡ ﺣﺮﻛﺔ ﺍﻟﺠﻬﺎﺩ ﺍﻻﺳﻼﻣﻲ، ﻭﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻤﺠﻴﺪ ﺍﻟﺰﻧﺪﺍﻧﻲ، ﻭﺍﻟﺸﻴﺦ ﻳﻮﺳﻒ ﺍﻟﻘﺮﺿﺎﻭﻱ، ﻭﻭﻓﺪ ﻳﻀﻢ ﺍﻟﺤﺰﺏ ﺍﻟﻤﺼﺮﻱ ﺍﻟﻨﺎﺻﺮﻱ ﺑﻘﻴﺎﺩﺓ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻌﻈﻴﻢ ﺍﻟﻤﻐﺮﺑﻲ، ﻭﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﺍﻳﻤﻦ ﺍﻟﻈﻮﺍﻫﺮﻱ، ﻭﺭﻓﺎﻋﻲ ﻃﻪ، ‏( ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺔ ﺍﻟﻤﺼﺮﻳﺔ ‏) ، ﻭﻳﻮﺳﻒ ﺍﺳﻼﻡ ﺍﻟﺪﺍﻋﻴﺔ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﺤﻮﻝ ﺍﻟﻰ ﺍﻻﺳﻼﻡ ﻭﻧﺸﺪ ﻟﻨﺎ “ ﻃﻠﻊ ﺍﻟﺒﺪﺭ ﻋﻠﻴﻨﺎ ” ﻭﻣﺮﺷﺪ ﺍﻻﺧﻮﺍﻥ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻣﺤﻤﺪ ﻣﻬﺪﻱ ﻋﺎﻛﻒ، ﻭﺍﻛﺘﺸﻔﻨﺎ ﻻﺣﻘﺎ ﺍﻥ ﺍﻟﻤﺮﺣﻮﻡ ﻋﻤﺎﺩ ﻣﻐﻨﻴﺔ ﻗﺎﺋﺪ ﺍﻟﺠﻨﺎﺡ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻱ ﻟـ ” ﺣﺰﺏ ﺍﻟﻠﻪ ” ﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺤﻀﻮﺭ، ﺩﻭﻥ ﺍﻥ ﻧﻌﺮﻓﻪ، ﻭﺟﺎﺀ ﻫﺬﺍ ﺍﻻﻛﺘﺸﺎﻑ ﺑﻌﺪ ﺭﻓﺾ ﺍﻟﺴﻠﻄﺎﺕ ﺍﻟﺴﻌﻮﺩﻳﺔ ﻫﺒﻮﻁ ﻃﺎﺋﺮﺓ ﺳﻮﺩﺍﻧﻴﺔ ﻓﻲ ﻣﻄﺎﺭ ﺟﺪﺓ ﻛﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﻣﺘﻨﻬﺎ ﻭﻓﻲ ﻃﺮﻳﻘﻬﺎ ﻟﺒﻴﺮﻭﺕ، ﺣﺘﻰ ﻻ ﺗﻘﺪﻡ ﻋﻠﻰ ﺍﻋﺘﻘﺎﻟﻪ ﺑﻄﻠﺐ ﺍﻣﺮﻳﻜﻲ، ﺗﻨﻔﻴﺬﺍ ﻟﻤﺬﻛﺮﺓ ﺟﻠﺐ ﺍﻣﺮﻳﻜﻴﺔ، ﻭﻻ ﺍﺳﺘﺒﻌﺪ ﺍﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﺳﺎﻣﺔ ﺑﻦ ﻻﺩﻥ ﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺤﻀﻮﺭ، ﻻﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﻳﻘﻴﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﺨﺮﻃﻮﻡ ﻓﻲ ﺣﻴﻨﻬﺎ، ﻭﻟﻜﻨﻪ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻣﻌﺮﻭﻓﺎ .. ﻭﺍﻟﻘﺎﺋﻤﺔ ﺗﻄﻮﻝ .
ﻗﺎﻋﺔ ﻣﺠﻤﻊ ﺍﻟﻤﺆﺗﻤﺮﺍﺕ ﺍﻟﻜﺒﺮﻯ ﻓﻲ ﺍﻟﺨﺮﻃﻮﻡ ﺍﻟﺬﻱ ﻗﺪﻣﺘﻪ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﺍﻟﺼﻴﻨﻴﺔ ﻫﺪﻳﺔ ﻟﻠﺸﻌﺐ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻲ ﻏﺼﺖ ﺑﺎﻟﺤﺎﺿﺮﻳﻦ، ﻭﺑﻌﺪ ﻛﻠﻤﺎﺕ “ ﺛﻮﺭﻳﺔ ” ﺣﺎﺩﺓ ﺿﺪ ﺍﻣﺮﻳﻜﺎ ﻭﻋﺪﻭﺍﻧﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﺮﺍﻕ، ﻭﺍﻟﺘﻮﺍﻃﺆ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ ﻣﻌﻬﺎ، ﺗﻘﺪﻡ ﺍﺣﺪﻫﻢ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﺤﻀﻮﺭ ﻣﻘﺘﺮﺣﺎ ﺑﺎﻧﺘﺨﺎﺏ ﺍﻣﻴﻨﺎ ﻋﺎﻣﺎ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﺘﺠﻤﻊ، ﻭﻛﺎﻧﺖ ﻛﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﺪﻳﻤﻘﺮﺍﻃﻴﺔ ﺍﻟﺸﻜﻠﻴﺔ، ﻣﺜﻠﻤﺎ ﻋﺮﻓﺖ ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻌﺪ، ﻟﻠﺘﻤﻬﻴﺪ ﻟﺘﻌﻴﻴﻦ ﺷﺨﺼﻴﺔ ﺳﻮﺩﺍﻧﻴﺔ ﻏﻴﺮ ﻣﻌﺮﻭﻓﺔ ﻣﻦ ﻣﺴﺎﻋﺪﻱ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﻟﺘﺮﺍﺑﻲ، ﻭﻻ ﺗﺘﻤﺘﻊ ﺑﺄﻱ ﻛﺎﺭﻳﺰﻣﺎ، ﻭﻣﻦ ﺍﻟﻤﺼﺎﺩﻓﺔ ﺍﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﻣﺜﻠﻤﺎ ﺗﺒﻴﻦ ﻻﺣﻘﺎ، ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻦ ﺍﻛﺜﺮ ﺍﻟﻤﻄﺎﻟﺒﻴﻦ ﺑﻌﻼﻗﺎﺕ ﺳﻮﺩﺍﻧﻴﺔ ﻣﻊ ﺍﻣﺮﻳﻜﺎ، ﻭﻗﺎﺩ ﺗﻮﺟﻬﺎ ﻗﻮﻳﺎ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺼﺪﺩ .
ﻟﻢ ﻳﻌﺠﺒﻨﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻻﻗﺘﺮﺍﺡ، ﻭﺭﻓﻌﺖ ﻳﺪﻱ ﻃﺎﻟﺒﺎ ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ، ﻓﺄﻋﻄﺎﻧﻲ ﺍﻳﺎﻫﺎ ﺭﺋﻴﺲ ﺍﻟﺠﻠﺴﺔ ‏( ﻻ ﺍﺫﻛﺮ ﺍﺳﻤﻪ ‏) ، ﻓﻘﻠﺖ ﺑـ ” ﺍﻧﻔﻌﺎﻝ ” ﺍﻧﻨﺎ ﺟﺌﻨﺎ ﺍﻟﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﺆﺗﻤﺮ ﺗﻠﺒﻴﺔ ﻟﺪﻋﻮﺓ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﻟﺘﺮﺍﺑﻲ، ﻭﺍﺣﺘﺮﺍﻣﺎ ﻟﻪ، ﻭﺗﻘﺪﻳﺮﺍ ﻟﻤﻮﺍﻗﻔﻪ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﺍﻟﻌﺮﻭﺑﻴﺔ ﺍﻻﺳﻼﻣﻴﺔ، ﻭﻟﺬﻟﻚ ﻻ ﻧﻘﺒﻞ ﺑﺎﻥ ﻳﺘﻮﻟﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻨﺼﺐ، ﺍﻱ ﺍﺣﺪ ﻏﻴﺮﻩ .
ﺍﻟﻘﺎﻋﺔ ﺿﺠﺖ ﺑﺎﻟﺘﺼﻔﻴﻖ ﻭﻗﻮﻓﺎ، ﻭﻟﻢ ﻳﺠﻠﺲ ﺍﻟﺤﻀﻮﺭ ﻋﻠﻰ ﻣﻘﺎﻋﺪﻫﻢ، ﻭﻳﺘﻮﻗﻔﻮﺍ ﻋﻦ ﺍﻟﺘﺼﻔﻴﻖ ﺍﻻ ﺑﻌﺪ ﺻﻌﻮﺩ ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﺍﻟﺘﺮﺍﺑﻲ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﻤﻨﺼﺔ ‏( ﺑﻌﺪ ﺍﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻋﺸﺮ ﺩﻗﺎﺋﻖ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺼﻔﻴﻖ ‏) ﺍﺫﻋﺎﻧﺎ ﻟﺮﻏﺒﺔ ﺍﻟﺤﻀﻮﺭ، ﻭﻗﺎﻝ “ ﺳﺎﻣﺢ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﺧﻲ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺒﺎﺭﻱ ﺍﻟﺬﻱ ﻭﺭﻃﻨﻲ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻨﺼﺐ .”
ﺍﻟﻤﻔﺎﺭﻗﺔ ﺍﻥ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﻋﺮﻓﺎﺕ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻤﺼﻔﻘﻴﻦ ﻃﺒﻌﺎ، ﻫﻤﺲ ﻓﻲ ﺍﺫﻥ ﺟﺎﺭﻩ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻘﻌﺪ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﺍﻟﺒﺸﻴﺮ ﻻﺣﻘﺎ ﺑﻘﻮﻟﻪ ﺍﻧﻪ ﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﻠﻔﻨﻲ “ ﺭﺳﻤﻴﺎ ” ﺑﺬﻟﻚ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎﺭﻱ ﻋﻀﻮﺍ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﻠﺲ ﺍﻟﻮﻃﻨﻲ ﺍﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻲ ‏( ﺑﺮﻟﻤﺎﻥ ﺍﻟﻤﻨﻔﻰ ‏) ، ﺭﻏﻢ ﺍﻧﻨﻲ، ﻭﺍﻗﺴﻢ ﺑﺎﻟﻠﻪ، ﻟﻢ ﺍﻟﺘﻘﻴﻪ ﻗﺒﻠﻬﺎ ﺑﺄﺷﻬﺮ، ﻭﻟﻢ ﻳﺠﺮ ﺑﻴﻨﻨﺎ ﺍﻱ ﺣﺪﻳﺚ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻀﻤﺎﺭ، ﻭﻟﻜﻨﻪ “ ﺍﺑﻮ ﻋﻤﺎﺭ ” ، ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻌﺮﻑ ﻛﻴﻒ ﻳﻮﻇﻒ ﺍﻟﻤﻮﺍﻗﻒ ﻟﺼﺎﻟﺤﻪ ﻭﺍﻟﺸﻌﺐ ﺍﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻲ ﻣﻦ ﺧﻠﻔﻪ، ﺍﺫﺍ ﺭﺃﻯ ﺍﻥ ﻫﺬﺍ ﻳﺘﻨﺎﺳﺐ ﻣﻊ ﻣﻮﺍﻗﻔﻪ ﻭﺳﻴﺎﺳﺎﺗﻪ، ﻭﻫﻨﺎﻙ ﻣﻔﺎﺭﻗﺎﺕ ﺍﺧﺮﻯ ﻣﻤﺎﺛﻠﺔ ﺭﺑﻤﺎ ﻳﺤﻴﻦ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻟﺴﺮﺩﻫﺎ ﻻﺣﻘﺎ ﻣﻦ ﺍﺟﻞ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ .
ﺍﺳﺘﻤﺮﺕ ﻋﻼﻗﺘﻲ ﻣﻊ ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﺍﻟﺘﺮﺍﺑﻲ ﻋﻦ ﺑﻌﺪ، ﻓﻘﺪ ﺍﻧﻬﺎﺭ ﺍﻟﻤﺆﺗﻤﺮ ﺍﻟﺸﻌﺒﻲ ﺍﻟﻤﺬﻛﻮﺭ، ﻭﻟﻢ ﻳﻌﻘﺪ ﺍﻻ ﺟﻠﺴﺘﻴﻦ ﻓﻘﻂ، ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﻌﺮﺽ ﻟﻤﺤﺎﻭﻟﺔ ﺍﻋﺘﺪﺍﺀ ﻓﻲ ﻛﻨﺪﺍ، ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻥ ﻳﺰﻭﺭﻫﺎ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺍﺣﺪ ﻣﻌﺎﺭﺿﻴﻪ، ﻭﻛﺎﺩﺕ ﺍﻥ ﺗﻮﺩﻱ ﺑﺤﻴﺎﺗﻪ، ﺫﻫﺒﺖ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﺨﺮﻃﻮﻡ ﺧﺼﻴﺼﺎ ﻟﻼﻃﻤﺌﻨﺎﻥ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻲ ﺩﺍﺭﺗﻪ ﺍﻟﻤﺘﻮﺍﺿﻌﺔ ﻓﻲ ﺍﺣﺪ ﺍﺣﻴﺎﺋﻬﺎ، ﻭﺍﻗﻮﻝ ﻣﺘﻮﺍﺿﻌﺔ، ﻻﻧﻬﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻋﺒﺎﺭﺓ ﻋﻦ ﻣﻨﺰﻝ ﻋﺎﺩﻱ ﻓﻲ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﻋﺎﺩﻳﺔ، ﻣﺜﻠﻪ ﻣﺜﻞ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﺒﻴﻮﺕ ﺍﻻﺧﺮﻯ ﺍﻟﻤﺠﺎﻭﺭﺓ، ﻭﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﺍﻟﻴﻪ ﺭﻣﻠﻴﺔ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﻣﻌﺒﺪﺓ .
ﻫﻤﺰﺓ ﺍﻟﻮﺻﻞ ﺑﻴﻨﻨﺎ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﺍﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺍﻟﺴﻨﻮﺳﻲ، ﻧﺎﺋﺒﻪ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﻮﻟﻰ ﺭﺋﺎﺳﺔ ﺍﻟﻤﺆﺗﻤﺮ ﺍﻟﺸﻌﺒﻲ ﺑﻌﺪ ﻭﻓﺎﺗﻪ، ﻭﻛﺎﻥ ﻳﺘﺮﺩﺩ ﻋﻠﻰ ﻟﻨﺪﻥ، ﻭﺗﻌﻤﻘﺖ ﺻﺪﺍﻗﺘﻲ ﻣﻌﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﺭﺿﻴﺔ ﺩﻋﻢ ﺣﺰﺑﻪ ﻟﻠﺤﺮﺏ ﺍﻟﺘﻲ ﺧﺎﺿﻬﺎ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﺍﻟﻴﻤﻨﻲ ﻓﻲ ﺣﻴﻨﻬﺎ ‏( ﻋﺎﻡ 1994 ‏) ﺿﺪ ﺣﺮﻛﺔ ﺍﻻﻧﻔﺼﺎﻝ ﺍﻟﺠﻨﻮﺑﻴﺔ، ﻓﻘﺪ ﻛﻨﺖ ﻣﺴﻠﻤﺎ ﻋﺮﻭﺑﻴﺎ ﻭﺣﺪﻭﻳﺎ ﻭﺳﺄﻇﻞ، ﻭﺍﻥ ﺍﺧﺘﻠﻒ ﻣﻌﻲ ﺍﻟﺒﻌﺾ .
ﻓﻲ ﺍﺣﺪ ﺍﻻﻳﺎﻡ ﻛﻨﺖ ﻓﻲ ﻣﻄﺎﺭ ﺑﺮﻟﻴﻦ ﻓﻲ ﻃﺮﻳﻖ ﻋﻮﺩﺗﻲ ﺍﻟﻰ ﻟﻨﺪﻥ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﻘﺎﺋﻲ ﻣﺤﺎﺿﺮﺓ ﺑﺪﻋﻮﺓ ﻣﻦ ﺍﺗﺤﺎﺩ ﺍﻻﻃﺒﺎﺀ ﻭﺍﻟﺼﻴﺎﺩﻟﺔ ﺍﻟﻌﺮﺏ ﻓﻲ ﻣﺆﺗﻤﺮﻫﻢ ﺍﻟﺴﻨﻮﻱ، ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﻘﺪﻡ ﺍﻟﻲ ﺍﺣﺪ ﺍﻻﺷﺨﺎﺹ ﻣﻦ ﺍﻫﻠﻨﺎ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻴﻴﻦ ﺍﻟﻤﻬﺬﺑﻴﻦ ﺍﻟﻄﻴﺒﻴﻦ، ﻭﻗﺎﻝ ﻟﻲ ﺍﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺷﺨﺼﺎ ﻣﻬﻤﺎ ﻳﺮﻳﺪ ﺍﻥ ﻳﺮﺍﻙ، ﻭﻃﻠﺐ ﻣﻨﻲ ﺍﻥ ﺍﺗﺒﻌﻪ، ﻭﻓﻮﺟﺌﺖ ﺍﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺸﺨﺺ ﻫﻮ ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﺍﻟﺘﺮﺍﺑﻲ، ﻭﻛﺎﻥ ﺟﺎﻟﺴﺎ ﻓﻲ ﻣﻘﻬﻰ ﻋﺎﺩﻱ، ﻭﻟﻴﺲ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺎﻋﺔ ﺍﻟﻤﺨﺼﺼﺔ ﻟﻜﺒﺎﺭ ﺍﻟﺰﻭﺍﺭ، ﺍﻭ ﻟﺮﻛﺎﺏ ﺍﻟﺪﺭﺟﺔ ﺍﻻﻭﻟﻰ، ﺍﻭ ﺭﺟﺎﻝ ﺍﻻﻋﻤﺎﻝ، ﻭﻛﺎﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻠﻘﺎﺀ، ﺍﻟﺬﻱ ﺍﻋﺘﻘﺪ ﺍﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﻋﺎﻡ 2005 ، ﻫﻮ ﺁﺧﺮ ﻟﻘﺎﺀﺍﺗﻨﺎ .
ﺣﻴﺎﺓ ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﺍﻟﺘﺮﺍﺑﻲ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﺍﻣﺘﺪﺕ ﻻﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺍﺭﺑﻌﻴﻦ ﻋﺎﻣﺎ، ﻗﻀﻰ ﻣﻌﻈﻤﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﺠﻮﻥ ﻭﺍﻟﻤﻌﺘﻘﻼﺕ، ﻭﺍﻟﻤﻨﺎﺻﺐ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﻴﺔ ﺍﻳﻀﺎ، ﻭﻛﺎﻥ ﻳﺨﺮﺝ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻌﺘﻘﻞ ﻟﻜﻲ ﻳﻌﻮﺩ ﺍﻟﻴﻪ، ﺧﺎﺻﺔ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﻄﻼﻕ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﺍﻟﺒﺎﺋﻦ ﺍﻟﺬﻱ ﺟﺮﻯ ﺑﻴﻨﻪ ﻭﺑﻴﻦ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﺍﻟﺒﺸﻴﺮ، ﻭﺍﻧﺘﻘﺎﻟﻪ ﺍﻟﻰ ﻣﻌﺴﻜﺮ ﺍﻟﻤﻌﺎﺭﺿﺔ، ﻭﺗﺄﺳﻴﺴﻪ ﺣﺰﺏ ﺍﻟﻤﺆﺗﻤﺮ ﺍﻟﺸﻌﺒﻲ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻲ، ﻭﺗﺤﻮﻝ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﺍﻟﺒﺸﻴﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﻭﺻﻞ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﺑﺎﻧﻘﻼﺏ “ ﺩﺑﺮﻩ ” ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﺍﻟﺘﺮﺍﺑﻲ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﻌﺪﻭ ﺍﻟﻠﺪﻭﺩ ﻟﻤﻌﻠﻤﻪ ﻭﺍﺳﺘﺎﺫﻩ، ﻣﺆﺳﺲ “ ﺟﺒﻬﺔ ﺍﻻﻧﻘﺎﺫ ” ، ﻭﺍﻭﻝ ﻣﻦ ﺩﻋﺎ ﺍﻟﻰ ﺗﻄﺒﻴﻖ ﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ﺍﻻﺳﻼﻣﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ، ﻭﻣﻦ ﺍﻟﻤﺆﻟﻢ ﺍﻥ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﺍﻟﺒﺸﻴﺮ ﻏﻴّﺮ ﻣﻮﺍﻗﻔﻪ ﻓﻲ ﺍﻻﺷﻬﺮ ﺍﻻﺧﻴﺮﺓ .
ﻣﻮﺍﻗﻒ ﺍﻟﻤﺮﺣﻮﻡ ﺍﻟﺘﺮﺍﺑﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﻏﺮﻳﺒﺔ ﻭﻣﺘﻨﺎﻗﻀﺔ، ﻭﺑﻌﻀﻬﺎ ﺍﺳﺘﻌﺼﻰ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﻬﻢ ﻓﻲ ﺑﻌﺾ ﺍﻻﺣﻴﺎﻥ، ﻓﻘﺪ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻲ ﺍﻟﻮﺣﻴﺪ ﺍﻟﺬﻱ ﺍﻳﺪ ﻣﺬﻛﺮﺓ ﺍﻟﺘﻮﻗﻴﻒ ﻭﺍﻟﺠﻠﺐ ﻟﻠﺮﺋﻴﺲ ﺍﻟﺒﺸﻴﺮ، ﺍﻟﺘﻲ ﺍﺻﺪﺭﺗﻬﺎ ﻣﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﺠﻨﺎﻳﺎﺕ ﺍﻟﺪﻭﻟﻴﺔ ﺑﺘﻬﻤﺔ ﺍﺭﺗﻜﺎﺏ ﺟﺮﺍﺋﻢ ﺣﺮﺏ ﻭﺍﻻﺑﺎﺩﺓ ﻓﻲ ﺩﺍﺭﻓﻮﺭ، ﻭﻫﻮ ﺍﻟﺘﺄﻳﻴﺪ ﺍﻟﺬﻱ ﺍﺩﻯ ﺍﻟﻰ ﺍﻋﺘﻘﺎﻟﻪ ﻋﺎﻡ .2009
ﺭﺑﻤﺎ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﺍﻟﺘﺮﺍﺑﻲ “ ﺍﻻﺏ ﺍﻟﺮﻭﺣﻲ ” ﻭﺍﻟﻤﺆﺳﺲ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻲ ﻟﺘﻴﺎﺭ ﺍﻻﺳﻼﻡ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ، ﻭﻛﺎﻥ ﻋﺎﻟﻤﺎ ﻣﺠﺘﻬﺪﺍ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﻘﻪ ﻭﻋﻠﻮﻡ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ، ﻭﻟﻪ ﻣﺪﺭﺳﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﻋﺼﺮﻳﺔ ﻓﻲ ﺗﻔﺴﻴﺮ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ، ﺑﻐﺾ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﻋﻦ ﺍﺧﺘﻼﻑ ﺍﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﺣﻮﻝ ﺍﻓﻜﺎﺭﻩ ﻭﺁﺭﺍﺋﻪ، ﺧﺎﺻﺔ ﺣﻮﻝ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﻓﻲ ﺍﻻﺳﻼﻡ، ﻭﻳﻀﻴﻖ ﺍﻟﻤﺠﺎﻝ ﻟﺬﻛﺮﻫﺎ، ﻭﺳﺘﻈﻞ ﻣﺆﻟﻔﺎﺗﻪ ﺍﻟﻔﻜﺮﻳﺔ ﻣﺮﺟﻌﺎ ﻟﻠﺪﺍﺭﺳﻴﻦ ﻭﺍﻟﻤﺘﺨﺼﺼﻴﻦ ﺭﺑﻤﺎ ﻟﻘﺮﻭﻥ .
***
ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﺍﻟﺘﺮﺍﺑﻲ ﻻ ﻳﺘﻤﻴﺰ ﻓﻘﻂ ﺑﻌﻠﻤﻪ ﺍﻟﻐﺰﻳﺮ، ﻭﻻ ﺑﺈﺟﺎﺩﺗﻪ ﻻﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺛﻼﺙ ﻟﻐﺎﺕ ﻋﺎﻟﻤﻴﺔ ﻣﺜﻞ ﺍﻻﻧﻜﻠﻴﺰﻳﺔ ‏( ﺣﺼﻞ ﻋﻠﻰ ﺩﺭﺟﺔ ﺍﻟﻤﺎﺟﺴﺘﻴﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻘﻮﻕ ﻣﻦ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻟﻨﺪﻥ ‏) ، ﺍﻭ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ ‏( ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭﺍﻩ ﻣﻦ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺍﻟﺴﻮﺭﺑﻮﻥ ‏) ﺍﻭ ﺍﻻﻟﻤﺎﻧﻴﺔ، ﻭﺍﻧﻤﺎ ﻳﺘﻤﻴﺰ ﺍﻳﻀﺎ ﺑﺎﺑﺘﺴﺎﻣﺔ ﻟﻢ ﺗﻔﺎﺭﻕ ﻭﺟﻬﻪ ﺣﺘﻰ ﻭﻫﻮ ﻣﺘﻮﺟﻬﺎ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﺰﻧﺰﺍﻧﺔ، ﺗﺎﺭﺓ ﺑﺘﻬﻤﺔ ﺗﻘﺪﻳﻢ ﺍﻟﺪﻋﻢ ﻟﺤﺮﻛﺔ ﺍﻟﻌﺪﻝ ﻭﺍﻟﻤﺴﺎﻭﺍﺓ ﻓﻲ ﺍﻗﻠﻴﻢ ﺩﺍﺭﻓﻮﺭ، ﻭﺍﺧﺮﻯ ﻟﻤﻄﺎﻟﺒﺘﻪ ﺑﺜﻮﺭﺓ ﺗﻄﻴﺢ ﺑﺎﻟﺮﺋﻴﺲ ﺍﻟﺒﺸﻴﺮ ﻭﺣﻜﻤﻪ، ﻭﺛﺎﻟﺜﺔ ﻟﺘﻨﺪﻳﺪﻩ ﺑﺎﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎﺕ ﻋﺎﻡ 2010 ، ﻭﻛﻞ ﺍﻧﺘﺨﺎﺑﺎﺕ ﺑﻌﺪﻫﺎ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎﺭﻫﺎ ﻣﺰﻭﺭﺓ، ﺍﻭ ﺣﺘﻰ ﻟﺘﺼﺮﻳﺢ ﺻﺤﺎﻓﻲ ﻻ ﻳﻌﺠﺐ ﺗﻠﻤﻴﺬﻩ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﺍﻟﺒﺸﻴﺮ .
ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﺍﻟﺘﺮﺍﺑﻲ ﻻ ﺷﻚ ﺍﺭﺗﻜﺐ ﺍﺧﻄﺎﺀ ﻛﺜﻴﺮﺓ ﻓﻲ ﺳﻴﺮﺗﻪ ﺍﻟﻄﻮﻳﻠﺔ، ﻭﻟﻜﻦ ﺍﺑﺮﺯﻫﺎ ﻓﻲ ﺭﺃﻳﻲ ﻣﻮﺍﻓﻘﺘﻪ ﻋﻠﻰ ﺗﺴﻠﻴﻢ ﺍﻟﻤﻨﺎﺿﻞ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻲ “ ﻛﺎﺭﻟﻮﺱ ″ ﻟﻔﺮﻧﺴﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﻟﺠﺄ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﺑﻌﺪ ﺗﻌﺎﻇﻢ ﺍﻟﻀﻐﻮﻁ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻲ ﺳﻮﺭﻳﺔ، ﻭﺗﺰﻭﺝ ﻣﻦ ﺳﻮﺩﺍﻧﻴﺔ ﺑﻌﺪ ﺍﺷﻬﺎﺭ ﺍﺳﻼﻣﻪ، ﻓﻘﺪ ﻛﻨﺖ ﻭﺳﺄﻇﻞ ﺿﺪ ﺗﺴﻠﻴﻢ ﺍﻟﻤﻨﺎﺿﻠﻴﻦ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻭﻫﺒﻮﺍ ﺣﻴﺎﺗﻬﻢ ﻣﻦ ﺍﺟﻞ ﺍﻟﻘﻀﺎﻳﺎ ﺍﻟﻌﺎﺩﻟﺔ ﻭﻋﻠﻰ ﺭﺃﺳﻬﺎ ﻗﻀﻴﺔ ﻓﻠﺴﻄﻴﻦ .
ﺭﺣﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﺍﻟﺘﺮﺍﺑﻲ، ﻭﻏﻔﺮ ﻟﻪ، ﻭﺍﺳﻜﻨﻪ ﻓﺴﻴﺢ ﺟﻨﺎﺗﻪ، ﻓﻘﺪ ﺑﺎﺕ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﻌﺐ ﻋﻠﻲ، ﻭﺭﺑﻤﺎ ﺍﻟﻤﻼﻳﻴﻦ ﻣﺜﻠﻲ، ﺍﻥ ﻳﺘﺼﻮﺭ ﺳﻮﺩﺍﻧﺎ ﺑﺪﻭﻧﻪ، ﺍﺧﺘﻠﻔﻨﺎ ﻣﻌﻪ ﺍﻭ ﺍﺗﻔﻘﻨﺎ، ﻓﻬﺬﺍ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻛﺎﻥ “ ﻇﺎﻫﺮﺓ ” ﻋﺎﺑﺮﺓ ﻟﻠﺤﺪﻭﺩ ﻭﺍﻟﻘﺎﺭﺍﺕ، ﻭﻣﺠﺘﻬﺪﺍ ﺍﺧﻄﺄ ﻭﺍﺻﺎﺏ، ﻭﺣﺘﻤﺎ ﺳﻴﻔﻮﺯ ﺑﺎﺟﺮ ﺍﻟﻤﺠﺘﻬﺪﻳﻦ، ﻭﺑﺎﺣﺘﺮﺍﻡ ﺧﺼﻮﻣﻪ ﻭﺍﻋﺪﺍﺋﻪ ﻗﺒﻞ ﺗﻼﻣﻴﺬﻩ ﻭﻣﺤﺒﻴﻪ، ﻭﺍﻧﺎ ﻭﺍﺣﺪ ﻣﻨﻬﻢ .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اخر المواضيع

صدي زول تصميم بلوجرام © 2014

يتم التشغيل بواسطة Blogger.